تحليل التحليل الفني MohammedQais حول PAXG في رمز في 12/10/2025

MohammedQais
عاجل وخطير: الذهب يبدأ الصعود المرعب ..!

الذهب بین سیناریوهات الصعود الحاد والتصحیح العنیف: قراءة فی التطورات الاقتصادیة والجیوسیاسیة والفنیة بقلم: الخبیر الاقتصادی محمد قیس عبدالغنی فی ظل تصاعد التوترات الجیوسیاسیة، واستمرار حالة عدم الیقین الاقتصادی عالمیاً، یتجدد الحدیث فی الأوساط المالیة عن مستقبل أسعار الذهب، حیث تتداول التقدیرات حول إمکانیة وصوله إلى مستویات تاریخیة قد تتجاوز 4600 دولار للأونصة. هذا السیناریو الذی طرحته کبرى البنوک العالمیة خلال الأیام الماضیة أثار العدید من التساؤلات حول جدیة هذه التوقعات، وما إذا کان الذهب مقبلاً على موجة صعود عنیفة، أم أن الأسواق تستعد لتصحیح حاد خاصة مع تزاید احتمالات التوصل إلى هدنة فی الشرق الأوسط. أولاً: المنظور الاقتصادی من الناحیة الاقتصادیة، یمر الاقتصاد الأمریکی بمرحلة شدیدة الحساسیة، أبرز ملامحها تعثر إصدار البیانات الرسمیة نتیجة إغلاق الحکومة الفیدرالیة، الأمر الذی یزید من غموض المشهد الاقتصادی ویضعف ثقة الأسواق. وفی خضم هذا الغیاب للبیانات، یعتمد مجلس الاحتیاطی الفیدرالی على نماذج تنبؤیة داخلیة لتقییم الوضع، ما یعزز حالة عدم الیقین ویدفع المستثمرین نحو أدوات التحوط وفی مقدمتها الذهب. کما أن محضر الاجتماع الأخیر للجنة الفیدرالیة للسوق المفتوحة (FOMC) أشار إلى إجماع على خفض أسعار الفائدة بـ25 نقطة أساس، فی إشارة واضحة إلى تحوّل السیاسة النقدیة نحو المزید من التیسیر، وهو ما یُعد عاملاً داعماً لسعر الذهب باعتباره أصلاً لا یدر فائدة، وتزداد جاذبیته فی فترات الفائدة المنخفضة. ثانیاً: البعد الجیوسیاسی أما من الزاویة الجیوسیاسیة، فإن احتمالات توقیع هدنة فی الشرق الأوسط لا تُنهی بالضرورة التوترات الإقلیمیة، بل قد تمهّد لولادة أزمات جدیدة. وبینما تعوّل بعض التقدیرات على تراجع أسعار الذهب عقب توقیع الهدنة، تشیر المعطیات إلى أن هذا التراجع ــ إن حدث ــ سیکون مؤقتاً وغیر عنیف، لأسباب عدّة: •تصاعد وتیرة الحرب التجاریة بین الولایات المتحدة والصین، خاصة بعد تصریحات أمریکیة تتوعد بفرض رسوم جمرکیة جدیدة رداً على ملف المعادن النادرة. •استمرار الأزمة الأوکرانیة الروسیة دون حلول حقیقیة. •تمسک العدید من البنوک المرکزیة حول العالم ــ وعلى رأسها دول البریکس ــ بسیاسات شراء الذهب، کوسیلة للتحرر من هیمنة الدولار. جمیع هذه العوامل تخلق بیئة مضطربة تدفع بالمستثمرین نحو الذهب کملاذ آمن یحفظ القیمة فی فترات الاضطرابات. ثالثاً: النظرة الفنیة للسوق فنیًا، یُظهر الرسم البیانی استمرار الذهب فی التداول ضمن قناة صاعدة واضحة، مدعومة بعدة مؤشرات إیجابیة، أبرزها: •بقاء الأسعار فوق المتوسط المتحرک لـ55 یوماً. •الثبات فوق مستوى الدعم المحوری عند 3900 دولار للأونصة. •الحفاظ على الاتجاه الصاعد طویل الأمد دون کسر فعلی. وتُظهر التحلیلات الفنیة أن اختراق مستوى المقاومة 4060 دولار قد یشعل موجة صعود جدیدة تستهدف مستویات 4160 ثم 4280 دولار. وفی حال تحقق هذا السیناریو، فإن الطریق نحو 4600 دولار ــ کما رجحت بعض البنوک الکبرى ــ لن یکون مستبعداً، خصوصاً مع استمرار العوامل الداعمة على الصعیدین الاقتصادی والجیوسیاسی. هل هناک احتمالیة للتصحیح؟ نعم، تبقى احتمالیة التصحیح قائمة، خصوصاً فی حال شهدت الأسواق انفراجاً سیاسیاً مفاجئاً أو هدنة شاملة فی بؤر التوتر. لکن من غیر المرجّح أن یأخذ هذا التصحیح طابع الانهیار، بل سیکون بمثابة إعادة اختبار للمستویات الفنیة الرئیسیة، خصوصاً إذا حافظ الذهب على تماسکه فوق مستوى 3900 دولار. خلاصة القول إن الذهب، فی ضوء المعطیات الحالیة، یقف على مفترق طرق حاسم. فرغم التوقعات المتفائلة التی تتحدث عن مستویات قد تصل إلى 4600 وربما 5000 دولار على المدى الطویل، إلا أن التحرک القادم سیعتمد بشکل کبیر على: •مصیر التوترات السیاسیة فی الشرق الأوسط وأوروبا. •اتجاه السیاسة النقدیة الأمریکیة. •مسار الحرب التجاریة بین أکبر اقتصادین فی العالم. •مدى إقبال البنوک المرکزیة على شراء الذهب کاحتیاطی استراتیجی. وعلیه، فإن القراءة الشاملة للأحداث تشیر إلى أن الذهب لا یزال یحتفظ بزخمه الصعودی، مع بقاء السیناریوهات التصحیحیة محدودة فی نطاق فنی یمکن مراقبته والتحوط منه.