تحليل التحليل الفني MohammedQais حول PAXG في رمز في 8/9/2025

MohammedQais

قراءة تحلیلیة لمستقبل الذهب بعد تقریر الوظائف الأمریکیة (NFP) بقلم: محمد قیس عبدالغنی – خبیر اقتصادی اختتمت الأسواق الأسبوع الماضی على وقع تقریر الوظائف الأمریکیة غیر الزراعیة (NFP) والذی شکل مفاجأة للأسواق بتسجیله بیانات سلبیة فاقت التوقعات، وهو ما انعکس سریعاً على تسعیر الأسواق لاحتمالیة خفض أسعار الفائدة خلال اجتماع الاحتیاطی الفیدرالی المقبل فی منتصف سبتمبر. هذا التطور دفع المستثمرین إلى التساؤل: هل اکتفى الذهب بالمکاسب التی حققها فی ضوء هذه التوقعات؟ أم أننا أمام موجة صعود قادمة قد تحمل معها أرقاماً قیاسیة قد تلامس مستوى 4000 دولار للأونصة؟ فی هذا المقال، نستعرض أبرز المحاور الاقتصادیة والفنیة والجیوسیاسیة التی من شأنها أن ترسم مسار الذهب خلال الفترة المقبلة، مع تقدیم سیناریوهات موجهة للمستثمرین، المدخرین، والمضاربین على حد سواء. أولاً: التطورات الاقتصادیة والجیوسیاسیة البیانات الاقتصادیة المنتظرة تترقب الأسواق خلال هذا الأسبوع صدور بیانات مؤثرة تتضمن مؤشر أسعار المنتجین (PPI) ومؤشر أسعار المستهلکین (CPI)، وهما آخر قراءتین لقیاس مستویات التضخم قبل اجتماع الفیدرالی المرتقب. بالرغم من تراجع التضخم فی القراءات السابقة، فإن صدور هذه المؤشرات قد یعزز التوجه نحو خفض أسعار الفائدة، لا سیما فی ظل وجود توقعات بخفض یصل إلى 50 نقطة أساس بدلاً من 25 نقطة. الأوضاع الجیوسیاسیة على الجانب الجیوسیاسی، لا تزال التوترات فی منطقة الشرق الأوسط وأوروبا تلقی بظلالها على الأسواق، وهی عوامل عادةً ما تدفع المستثمرین نحو الأصول الآمنة، وعلى رأسها الذهب. التقاطع بین هذه التطورات الاقتصادیة والجیوسیاسیة یعزز التوجه الصاعد للذهب، ویزید من احتمالیة استمرار التدفقات الشرائیة علیه خلال الفترة القادمة. ثانیاً: التحلیل الفنی للذهب لا یزال الذهب یتداول داخل قناة صاعدة رئیسیة، ویُظهر سلوکاً إیجابیاً على مستوى الزخم والاتجاه العام. ویُعتبر مستوى 3590 دولار للأونصةهو الحاجز النفسی الرئیسی حالیاً، حیث یمثل نقطة الفصل بین استمرار الاتجاه الصاعد أو الدخول فی موجة تصحیح. فی حال حافظت الأسعار على التداول فوق هذا المستوى، فإن الأهداف القادمة قد تشمل 3660 دولار، وإذا تم تجاوزها فقد یمتد الصعود إلى 3740 دولار. أما فی حال الکسر الهابط لهذا المستوى، فقد نرى تصحیحات تستهدف مناطق 3520 و3500 دولار، ما یستوجب الحذر من الانزلاق دون الدعم المحوری. وتأتی أهمیة هذه التحرکات بالتزامن مع قرب صدور بیانات التضخم الأمریکیة، ما یجعل الأسبوع الحالی محفوفاً بالتذبذبات العالیة. ثالثاً: السیناریوهات المقترحة حسب نوع المستثمر للمضاربین على المنصات فی حال نجحت الأسعار باختراق مستوى 3640 دولار على الإطار الزمنی 15 دقیقة، فقد تتکون فرصة شرائیة قصیرة الأجل تستهدف مستویات 3700 و3780 دولار. أما الفشل فی اختراق هذا المستوى فقد یُعید الأسعار إلى مناطق 3550 دولار وما دونها. للمستثمرین فی السبائک (أجل طویل) لمن یخطط للاحتفاظ بالذهب لمدة تتراوح بین 5 إلى 7 سنوات، تعد المستویات الحالیة فرصة مناسبة للشراء، إذ أن الأفق الزمنی الطویل یتجاوز أثر التصحیحات قصیرة الأجل ویمنح فرصة للحفاظ على القیمة الشرائیة للنقد وتحقیق عوائد استثماریة متوازنة. للمضاربین على الکاش ینبغی مراقبة مستوى 3590 دولار عن کثب. فإذا استقرت الأسعار أعلاه، یمکن الاحتفاظ بالمراکز الشرائیة واستهداف 3660 دولار. أما فی حال کسره نزولاً، فقد تتاح فرص شرائیة أفضل مع کل هبوط طالما أن الأسعار تحافظ على التداول فوق مستوى 3500 دولار. للراغبین فی الادخار ینصح بالتریث حتى صدور قرار الفائدة من الاحتیاطی الفیدرالی، إذ قد تحدث حرکة تصحیحیة بعد الارتفاعات الأخیرة، ما یُتیح إمکانیة الشراء عند مستویات أکثر جاذبیة. خلاصة الذهب یعیش حالیاً فی بیئة داعمة على أکثر من صعید، لکن تحدید الاتجاه القادم سیعتمد على نتائج بیانات التضخم الأمریکیة المرتقبة، ومدى استجابة الفیدرالی لها فی اجتماع السیاسة النقدیة المقبل. سواء کنت مستثمراً طویل الأجل أو مضارباً قصیر الأجل، فإن المرحلة الحالیة تتطلب الموازنة بین الفرص والمخاطر، مع أهمیة مراقبة المستویات الفنیة المحوریة والبیانات الاقتصادیة المؤثرة قبل اتخاذ أی قرارات استثماریة.